لماذا تحتاج إلى يوم "لا يُمس"كل أسبوع
أعجبني هذا المقال بشكل كبير من خلال تجربة أحد القياديين
في "وول مارت". هو بالفعل يمثل معاناة كبيرة
للمدراء والتنفيذيين ويؤثر على حياتهم اليومية وحياة أسرهم وعائلاتهم. والطريقة
التي تعامل بها مع هذه المعاناة كانت حازمة.
عندما تعمل على مشروع إبداعي عميق يمكن للاجتماعات أن
تقطع تدفق الأفكار وتقلل من إنتاجيتك. لهذا السبب تحتاج إلى جدولة ما يسمى بـ "يوم لا يُمس" كل أسبوع وهو يوم تكون فيه غير متاح بنسبة 100% لأي شخص.
المشكلة مع الاجتماعات
يقول نيل باسيشا: بصفتي مدير تطوير القيادة في "وول مارت" كانت أيامي مليئة بالاجتماعات. وعندما تركت العمل لتكريس نفسي للكتابة
وإلقاء المحاضرات ظننت أنني سأترك هذه الاجتماعات وراء ظهري لكنني كنت مخطئاً. حتى
بعد التحول إلى العمل الحر أصبحت محاطاً بالاجتماعات الهاتفية والمقابلات
والاتصالات مع الوكلاء ومطوري الأعمال.
أهمية الإنتاجية الإبداعية
يقول نيل: المشكلة الكبرى هي أن إنتاجيتي الإبداعية أصبحت
جزء أساسي من إدارة الأداء ومع كل هذه الاجتماعات لم أعد أجد وقتاً كافياً
للإبداع. في هذا العالم المشغول ومع التكنولوجيا التي تشتت انتباهنا باستمرار أصبح
الاهتمام والإنتاج الإبداعي هما الأكثر ندرة. وإذا لم تكن تخصص وقتاً لإنشاء شيء
جديد وجميل فإن قيمتك تتضاءل بسرعة.
التحول إلى أيام "لا تُمس"
ويستطرد نيل: كنت في السابق من أولئك الذين يعملون لساعات
طويلة في الليل أو الفجر ولكنني أدركت لاحقاً أن هذا النهج غير مستدام. الآن أصبحت
أخصص وقتاً لعائلتي وأدركت أنني بحاجة إلى طريقة عملية لأكون أكثر إنتاجية دون
الحاجة إلى وقت إضافي. وهكذا ظهرت فكرة "أيام لا تُمس" وهي أيام أكون فيها غير متاح تماماً لأي اتصال.
كيف أحقق أيام "لا تُمس"؟
يقترح نيل: أقوم بالنظر في جدول أعمالي قبل 16 أسبوعاً
وأخصص يوماً كاملاً في كل أسبوع ليكون "لا يُمس" وأكتب ذلك بالحروف الكبيرة لأعطيه الأهمية اللازمة. في هذا اليوم أكون
كما لو أنني في سيارة مصفحة لا يمكن لأي شيء أن يقطع تركيزي. أضع هاتفي في وضع
الطيران وأعطل شبكة الواي فاي في الكمبيوتر المحمول.
ماذا لو حدثت حالة طارئة؟
قد تتساءل: كيف تعامل نيل مع الحالات الطارئة؟ الحقيقة هي
أن الطوارئ نادرة. في البداية كان يفتح الهاتف لمدة ساعة في فترة الغداء لكن بعد
فترة أدرك أنه لم يواجه أي طارئ حقيقي. مع مرور الوقت هو وزوجته أصبحا أكثر
ارتياحاً لفكرة عدم التواصل طوال اليوم.
تأثير أيام "لا تُمس" على الإنتاجية
يقول نيل: أيام "لا تُمس" لها تأثير كبير على إنتاجيتي. في الأيام العادية أتمكن من كتابة حوالي
500 كلمة. أما في يوم "لا يُمس" يمكنني كتابة 5000 كلمة. بفضل هذه الأيام تمكنت من كتابة كتاب جديد من
50,000 كلمة وابتكار خطاب جديد ووضع مقترحات لثلاثة كتب جديدة وبدء تسجيل بودكاست
جديد وكل هذا أثناء التنقل وإلقاء المزيد من المحاضرات.
نصيحة أخيرة:
إذا كنت تواجه صعوبة في تحقيق الإنتاج الإبداعي وسط
الفوضى اليومية فكر في تبني فكرة "يوم لا يُمس". قد يكون هذا هو الحل الذي تحتاجه لإعادة التوازن لحياتك وزيادة
إنتاجيتك بشكل ملحوظ.
المصدر:
هارفارد بزنس ريفيو