في بيئة العمل، كثيراً ما نتبادل الملاحظات أو المقترحات أو حتى نرفع استفسارات تتعلق بمهام وأداء الإدارات والأقسام المختلفة. لكن أحياناً تُفهم هذه الملاحظات بشكل خاطئ، وكأنها شكوى شخصية أو اتهام بالتقصير.
هذا الفهم قد يعيق التطوير وقد يخلق بيئة غير صحية بينما في الحقيقة أن الهدف من أي ملاحظة أو مقترح أو حتى مشكلة هو تعزيز الأداء وتحسين النتائج، وليس الانتقاد أو الانتقاص من الآخرين.
رد الفعل العنيف أو الدفاعي تجاه هذه الملاحظات قد يحرم المختصين أو القسم المعني من فرص ثمينة للتطوير.
على العكس تماماً، فإن استقبال الملاحظات بعقلية منفتحة قد يفتح الباب لاكتشاف حلول جديدة، أو طرق أكثر كفاءة، أو حتى إبراز نقاط قوة وإبداع لم تكن واضحة من قبل.
لماذا يجب أن نتقبل الملاحظات بإيجابية؟
1. تعزيز التعاون: عندما يرى الزملاء أن الملاحظات تُستقبل بروح إيجابية، يزداد تشجيعهم على المشاركة والإسهام.
2. فرص للتحسين: كل ملاحظة قد تحمل فكرة صغيرة تقود إلى تطوير كبير.
3. بناء الثقة: تقبّل الملاحظات يعكس نضجاً مهنياً ويعزز ثقة الآخرين في الشخص أو الإدارة.
4. إطلاق الإبداع: قد تكون الملاحظات بوابة لاكتشاف مسارات جديدة في العمل أو حلول مبتكرة.
نصائح لتبنّي هذه الثقافة:
- استمع جيداً قبل الرد أو قراءة الرسالة (مقترح، استفسار، ملاحظة) في الوقت المناسب.
- عدم التسرع في الرد.
- افترض حسن النية دائما من زميلك.
- اطرح أسئلة لفهم الفكرة بعمق.
- خذ وقتك في التفكير قبل الحكم.
- حوّل الملاحظات إلى فرص للتعلم والتحسين.
في النهاية، الملاحظات الخارجية والاستفسارات أو حتى رسالة بوجود مشكلة أو قصور "ليست تهديداً" بل هدية مهنية تساعدنا جميعاً على النمو والنجاح. وكلما ترسخت هذه الثقافة، أصبحت بيئة العمل أكثر تعاوناً، وإنتاجية، وإبداعاً.
رائع جداً المقال
شكرا على الدعم