سنتحدث اليوم على أهمية التعلم المستمر في بيئة العمل المعاصرة حيث أصبحت المرونة في التعلّم وإعادة التعلم من المهارات الأساسية للنجاح المهني. مع تغير بيئات العمل وتنوع الأدوار يُنظر إلى التعلم كعنصر أساسي للتمكن من مواجهة التحديات المستمرة وتحقيق النمو الوظيفي.
ريد هوفمان مؤسس LinkedIn وساتيا ناديلا المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت يشيران إلى أهمية أن يكون الفرد “يتعلم بشكل مستمر” بدلاً من الاكتفاء بالمعلومات المتاحة. وتكمن الفكرة الرئيسية في أن القدرة على التعلم والابتكار باستمرار هي ما يجعل الأشخاص ذوي قيمة في أي منظمة.
أدوات لتعزيز التعلم المستمر:
- التعلم من الآخرين: يجب الاستفادة من المعرفة المتاحة لدى الآخرين من خلال بناء مجتمع متنوع يتشارك الأفكار والخبرات. على سبيل المثال يُنصح بمقابلة شخص جديد شهرياً من قسم مختلف أو مجال مهني آخر للاستفادة من رؤى وأفكار جديدة.
- التجريب: يمكن للتجارب الصغيرة في بيئة العمل مثل تغيير أساليب التواصل أو استكشاف تقنيات جديدة في الاجتماعات أن تسهم في تعزيز مهاراتك وتطوير طرق عملك. يُنصح بتتبع هذه التجارب وملاحظة النتائج لتتمكن من التعلم الفعلي من كل تجربة.
- إنشاء منهج تعليمي جماعي: يجب “تبادل المهارات” بين أعضاء الفريق بحيث يقوم كل فرد بتعليم زملائه المهارات التي يجيدها مما يسهم في خلق بيئة عمل تعاونية تعتمد على التعلم المتبادل.
أهمية “التعلم من جديد” (Unlearning):
التعلم من جديد هو القدرة على التخلي عن الأساليب القديمة واستبدالها بأساليب جديدة ومبتكرة. يساعد هذا الأسلوب على التخلص من العادات التي قد تحد من إمكانياتنا وتجعلنا أكثر انفتاحاً على طرق تفكير جديدة. على سبيل المثال يمكن أن يقوم القائد بتغيير سلوكه المعتاد مثل التوقف عن اتخاذ القرارات الفردية بشكل دائم والاستماع لآراء الفريق.
تعزيز مهارات “إعادة التعلم” (Relearning):
التعلم من جديد لا يكفي بل يجب علينا أن نكون قادرين على إعادة تعلم المهارات وتطويرها بشكل مستمر لتناسب الظروف المتغيرة. هناك خطوات لتعزيز هذا الجانب مثل الحصول على تعليقات من الزملاء وتقييم القدرات الشخصية بالإضافة إلى التركيز على النجاحات الصغيرة التي تحققها يومياً لبناء ثقة أكبر في الذات وتطوير قدرة التحمل.
إن الاستثمار في مهارات التعلم والتعلم من جديد وإعادة التعلم يعزز من جاهزية الموظف للتكيف مع التغيرات السريعة ويزيد من قدرته على مواجهة التحديات.
التعلم المستمر هو بالفعل مفتاح النجاح في عالم العمل سريع التغير. مع التطورات التكنولوجية والمتطلبات المتغيرة، أصبحت القدرة على التكيف وإعادة التعلم ضرورية لمواكبة التحديات الجديدة. هذه المدونة تذكرنا بأهمية وضروره الاستثمار في أنفسنا عبر التعلم المستمر، ليس فقط لتحقيق النمو الوظيفي، ولكن أيضًا لضمان الاستمرارية والتنافسية في سوق العمل
التعليم المستمر لموظفي البنوك في اليمن يهدف إلى تطوير مهاراتهم وزيادة كفاءتهم لمواكبة التطورات في القطاع المصرفي. يشمل ذلك برامج تدريبية في مجالات مثل إدارة المخاطر، والامتثال، والتقنيات المصرفية الحديثة. من خلال هذه الدورات، يتمكن الموظفون من تحسين أدائهم في خدمة العملاء وتطبيق الأنظمة الحديثة، مما يعزز من كفاءة البنوك ويزيد من استقرار النظام المالي في اليمن.
التعليم المستمر في غاية الأهمية لتوسع مدارك الموظفين